عادل بلقاسم مختص في علم الاجتماع بجامعة المدية:

وعي المجتمع ضروري بمفهوم العمل التطوعي   

المدية: علي ملياني

  أكد الدكتور عادل بلقاسم مختص في علم الاجتماع بجامعة المدية ، بأن جائحة كورونا  أبانت  مدى حاجتنا  لوعي المجتمع بمفهوم العمل التطوعي و ضرورته الاجتماعية العميقة و خاصة في مثل هذه الأزمات وحالات الطوارئ.
 قال  هذا الصدد  «كلنا يعلم مدى هشاشة بعض الأسر و ما تعانية على طول السنة و في أيامها العادية ببلادنا  بعيدا عن أزمة كوفيد 19  في كل من  الأوساط الريفية  والحضرية  بسبب الفوارق الاجتماعية، مشيرا الى أن هذه الجائحة « الزمتنا  ايضا ببعث القيمة الاجتماعية للعمل التطوعي، و التضامن بشقيه الآلي و العضوي و كل من له دراية بتطور مجتمعاتنا من ريفية إلى حضرية، فذلك اخضعها إلى فقدان كثير من القيم الإنسانية ، كما بقيت بعض الرواسب رغما تغيرات التي عرفتها و انتقالها إلى مجتمعات المعلوماتية التي ساهمت بطريقة غير مباشرة في عملية  المثابرة و الاجتهاد للاعمال الخيرية».
 واعتبر الباحث  بلقاسم بانه « رغم التفكك الذي خضع اليه المجتمع طوال هذه السنوات  الفائتة  و انتقال نمط الأسرة من ممتدة إلى نووية و العيش خارج النسق القرابي،  الا أنه بقي هناك تماسكا اجتماعيا ،  غير أن ذلك  اخذ اشكالا جديدة و ارتبط بمفاهيم أخرى كالمجتمع المدني و الحركات الجمعوية،  التي هي اليوم  تواجه عدة  تحديات كبيرة، بعد فقدانها لمكانتها عقب  الأزمات السياسية التي تركتها تبتعد عن مهامها الرئيسية في تأطير المجتمع و ادارة الأزمات التي تمس كيانه و تخلخل بناؤه  «.
 وطالب الأستاذ «  بوجوب  إعادة بعث هذه القيم الاجتماعية،  إذ من الضروري  على النخب  المجتمعية اليوم أن تؤدي دورها كاملا مثل ما كانت عليه  في السبعينات الى الثمانينات لاعادة  إبراز  القيمة الحقيقة  للعمل التطوعي،  حتى  تكتسب شيئا  من المصداقية لاعادة هيكلة المجتمع في نموذج مدني بعيد عن الايدولوجيات و الاهداف السياسية التي كانت سائدة سابقا ، من منطلق أن  المجتمع  اليوم  ايضا هو بأمس الحاجة إلى اعادة هيكلة نفسه بنفسه  أكثر من أي وقت مضى و تفعيل العمل الخيري و التطوعي ،  الذي يستند بالدرجة الاولى إلى تدخل  الشخصيات الديناميكية و الفاعلة على مستوى الأحياء - كخلايا أساسية تنطلق من المدرسة - مثل جمعية أولياء التلاميذ ، لجنة الحي و المسجد ، إلى باقي  الجمعيات الأخرى،  فهن  في اعتقادنا تعتبرن الركيزة الأساسية الأولى لبعث اي عمل جمعوي جاد ، من خلال الحرص على  استمرار  حملات النظافة و التشجير لغرس بعيدا عن  المناسباتية ، في اطار  ثقافة بيئية مستدامة  أو ما يمكن أن نسميه بالتربية البيئية للمحافظة على المحيط ، و ارساء قيم العمل الجماعي للقضاء على الفردانية التي مست حتى أفراد الأسرة الواحدة، عكس أفراد المجتمع «.
ونبه بقوله « يجب أن نشير إلى نقطة مهمة و هي ضرورة  التنسيق بين السلطات المحليةو الحركة الجمعوية الفعالة  ، لبعث بعض المبادرات التطوعية التي  كانت بالأمس  بمثابة أسس اشعاع  حضاري للأعمال الجماعية في حياتنا ، كما  هو الحال في بناء  المساجد، غرس الأشجار،  تنظيف المساحات الخضراء، التبرع بالدم ، الوزيعة، الافطار الجماعي، والتويزة «.
 انتقد عادل بلقاسم بعض الممارسات البالية التى « كانت وراء  تراجع مثل هذه  الاعمال التطوعية  ، لوجود بعض  ممثلي السلطات المحلية من  يقزمون بعض النشطاء الجمعويين النزهاء ،و يتعمدون التعامل مع من يهللون لهم مطالبـا في الوقت ذاته « بوجوب اعادة النظر في طريقة التعامل مع الوحدات الجمعوية و المتطوعين  باستمالة الجديين منهم  ، دون  اهمال الاشراك الحقيقي  لمختلف الجمعيات  الفاعلة و الحرص على فرض   التنسيق المنشود الخادم للمصلحة العامة ،  و لما لا استحداث دار الجمعيات  تكون بديلة لما هو موجود بقصد  تسهيل العمل التطوعي  و التضامن ،  مع اعادةً هيكلة المجتمع المدني حتى يكون   قادرا لاحداث الهبة التضامنية المرجوة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024